telechargez ma barre d'outils

toolbar powered by Conduit

mardi 7 août 2007

حب الوطن افتخر بمغربيتك

ربيعة الزمراني (المعروفة بربيعة الشلحة)

تاريخ ومكان الازدياد: 1953 بالعيون
القبيلة: ايت بعمران
العنوان: تجزئة 344 بلوك أ رقم الدار 1 العيون
مدة التواجد بجبهة البوليساريو: 16 سنة
مكان ومدة الاعتقال: سجن طارق سنة و 8 أشهر

التحقت بصفوف البوليساريو مع مجموعة من صديقاتي وجاراتي من مدينة الداخلة وكان ذلك يوم 8 ديسمبر 1975 ونقلتنا مجموعة من مقاتلي البوليساريو على متن سيارات لاندرو فير الى منطقة بئر انزران وقضينا هناك عدى أسابيع لينقلونا بعد ذلك في شاحنات إلى الرابوني /مركز قيادة البوليساريو/ بالأراضي الجزائرية ولما وصلنا لم نجد مأوى وكان لابد من نصب خيام وذلك بجمع ملاحفنا وزيرنا وكنت أتذكر من ضمن المجموعة السويلكة بنت لدور وفالة بنت مشلال . بقينا هناك لمدة شهرين . بعد هذا نقلنا في شاحنات جزائرية إلى منطقة تدعى بعوينة بلكرع الذي سيتحول بعد ذلك الى مخيم الداخلة . تم تأطيرنا هناك في خلايا ولجان وظل الأمر هكذا : عمل شاق وإعداد اللبنات /الياجور/ الى أن شرعوا في تهيأة الجو لبث مجموعة من الإشاعات والادعاءات على أن هناك جواسيس تعمل لقائدة المغرب داخل صفوف الجبهة وهكذا تم تعبئة كل المؤطرين قصد تهيأة الأرضية لإلقاء القبض على مجموعة من الأفراد أنا من ضمنهم.
كانت الساعة الثانية عشرة ليلا وكان البرد قارسا، في ليلة من ليالي فبراير 1982 سمعت توقف سيارة من نوع –تويوتا- ونزل منها ثلاثة رجال وتقدموا إلي وخاطبوني هيا انهضي –كومي نهضت وأنا ارتعش من البرد والخوف، قلت من أنتم فلم يجبني أحد بعد أن خرجنا قال أحدهم: الولاية بغايتها فيك –الولاية تريدك- سرت معهم تاركة ولدي وبنتي في الفراش التي لا يتجاوز عمرها عشر سنوات، قادوني الى مركز الشرطة القريب من المخيم ورموني هناك في غرفة صغيرة، بت ليلتها أعاني من البرد الشديد، وأشد ما عانيته تلك الليلة هو الحشرات التي كانت تدخل أذني وكنت أصيح كلما دخلت نملة أذني وكان الحارس وهو ولد علي منا قد أعطاني بعض القطن، وفي الصباح الباكر دخل علي الحارس وقادني الى مدير الشرطة وهو أحمد العربي الذي أخبرني أن الذي سيشرف على استنطاقي هو الوالي أحمد محمود المعروف بسيمون اكي .
بعدما استنطقني هذا الأخير نقلوني الى سجن يعرف باسم سجن الطارق الذي يبعد بحوالي تسع كيلو مترات شمال شرق مخيم الداخلة وهو عبارة عن كهف مهجور من عهد الاستعمار الفرنسي أدخلوني فيه ولما دخلت وجدت بعض النساء أمامي سجينات هن أيضا من بينهن صغرة بنت عبدة، ولمينة منت اشين، وغليلة وأخريات. أمضيت سنة كاملة كلها معاناة ومآسي سنة بعثوا خلالها بنتي بغير غذني الى ليبيا وولدي الى كوبا، سنة كانت العقارب تشاطرنا كل شيء وكان الإكراه الجنسي للسجينات أمرا مألوفا بيننا وكان من يمارسه عليهن هو المدعو الصالح، وكان الحمل غير الشرعي أمرا عاديا كلما حملت إحداهن إلا وسارعوا الى إجهاضها.
هذا وكنا مجبورات على العمل الإجباري فيما يعرف بجمع السبط قصد إنجاز الحصائر والكساكس كما كنا نقوم بعملية جمع الحطب لإعداد الطعام المتمثلب في الأرز والعذي، أذلق سراحي سنة 1983 لأعود الى خيمتي التي غادرتها وابني وابنتي في النوم، أعود بعد سنة لتلك الخيمة لكن هذه المرة لم أجد أبنائي فولدي قضى اثنا عشرة سنة دون أن أراه ولما رأيته وجدته تغير تماما وكأنه ليس ولدي حيث لم يعد بذلك الحنان والعطف الذين عرفتهم فيه، قلت لما وجدت خيمتي في غير ترتيب ولا تنظيم والأواني كلها مبعثرة صرخت وأنا في لحظة غضب مشروعة، هذا فعل لا يقوم به غير المجرمين، تم استدعائي بعد ثلاثة أيام ليتم الاستجواب معي وحبسي سبعة أيام بمركز الأمن وإجباري على صنع 80 ثمانين لبنة –يجورة- .
وبعد خمس سنوات جاءت الانتفاضة الشعبية والتي كنت أنا من بين المتمردات وألقي القبض علي ونقلوني مباشرة الى سجن الطارق لأكرر التجربة للمرة الثانية، وأثناء الاستنطاق كانوا يسلطون علي الضوء القوي دام هذا الاستنطاق أسبوعين كاملين في ظروف قاسية جدا كلها تعذيب وترهيب وحرب نفسية إذ كانوا يهددوني بالقتل كل ما جاؤوا للاستنطاق ودام ذلك ستة أشهر حتى أطلق سراحي وعدت إلى خيمتي وكلي عزم وتصميم على العودة الى أرض الوطن .

Aucun commentaire: